جورج بهجوري:" لو مسمعتش دوشة .. معرفش أرسم"

Author مجلة البيت

أعماله الفنية الجديدة ترجمة صادقة وصادمة لعاطفة شعب تموج بالاختلافات

والتناقضات !، يفاجئنا من خلالها بعدد هائل من الشخوص تختلف مهنهم،

مشاعرهم، ومواقفهم لكن يبقى أنهم يجسدون ذاكرة وطن عظيم اسمه مصر.

هو الفنان الكبير رسام الكاريكاتير جورج بهجورى الذى جاء من بهجورة فى

صعيد مصر ليدخل كلية الفنون الجميلة ويخطو من مدرسة روزاليوسف إلى

العالمية، فى مرسمه بوسط القاهرة التقيت به وجدته كما اعتدته دائما فى

جريدة الأهرام طفلا كبيرا ساخرا ضاحكا لا يكف عن اللهو بريشته وألوانه

المبهجة على الورق، اصطحبنى فى جولة فنية وهو يبادرنى قائلا « اخترت هذا

المكان منذ 20 سنة، أكثر ما يعجبنى فيه أنه وسط الناس.. ناس مصر الطيبين»

استنكر سؤالى له «لكن ألا تخاف على لوحاتك التى تضعها فى مدخل المرسم، إن

الباب مفتوح أمام الجميع» فأجابنى بسرعة «أهل المنطقة أكثر من يخاف ويحمى

لوحاتى من أى شخص آخر. لست فى حاجة إلى أغلاق الأبواب، هذه الأعمال أضعها

تحية لهم ولحبهم للفن» على حوائط مرسمه روائع فنية أبدعها على مدى تاريخه

الطويل، وعلى الجدران أيضا صور فوتوغرافية أبيض واسود تجمعه بنجوم

السياسة الفن والثقافة فى مصر والعالم، بالاضافة إلى أسماء وأرقام الهاتف

والموبايل لمشاهير كتبها اصحابها بخط اليد «هم أصدقائى فى كل مكان».

وأثناء جولتنا مد بهجورى يده بين أوراق وكتب ومجلدات كثيرة ليخرج بمجلد

يتضمن رسوما نادرة له قائلا «تصورى لم أتصفحه منذ سنوات طويلة إنه يتضمن

أعمالى أثناء دراستى بالكلية الآن أنظر له نظرة مختلفة تماما».. وما بين

أعماله فى كلية الفنون الجميلة ومعرضه الفردى السنوى الذى يقيمه هذا

الشهر تحت عنوان «أحلام الماضى» كانت رحلة فنية طويلة ثرية عنها و..عن

الفن والوطن كان هذا الحوار مع فناننا الكبير.

ماذا تقدم لنا من خلال معرضك الجديد ؟

يعتبر معرضى رحلة إلى الماضى وتسجيلا لانطباعى عن الحاضر ومحاولة

لاستشراف المستقبل فى إطار من الحزن والتفاؤل معا، إذ تجد فيه حنينا إلى

الماضى وإلى مصر زمان وإلى ذكرياتى الجميلة والمعرض يهتم بإبراز سحر

الوطن كما أنه يبرز بعض الرموز الوطنية مثل جمال عبدالناصر والسيسى

وشخصيات مصرية عادية البائع والعامل لاعبى الدومينو عازف الكمان بائع

الخبز والقهوجى.

لكن لماذا جاء تركيزك فى هذا المعرض على الشخوص وما هو الخيط الذى يجمع بينها ؟

لأنه معرض سياسى فى المقام الأول تمثل الشخوص فيه ذاكرة الوطن، يرمز

عبدالناصر إلى الحلم القومى كما أنه يمثل بالنسبة لى الذكرى الجميلة حيث

كنت أرسمه على غلاف مجلة روزاليوسف وأنا فى العشرين من العمر فقد كان

عملاقاً مبشراً بمستقبل زاهر لبلدنا ومرت الأحداث وعانت مصر سنوات طويلة

وأقدم أيضاً بورتريه لبطل جديد وهو السيسى ومعه النسر مما يبشر بميلاد

زعيم جديد. كما رسمت أم كلثوم هذا الرمز الفنى العظيم الذى جاء فى لوحاتى

ليتنبأ بنهضة فنية كبيرة، وهناك بائع الخبز الذى يعد رمزا للذاكرة

الشعبية لدى.

نعرف أنك تجلس دائما على أرصفة المقاهى بوسط االقاهرة تتأمل ما طرأ على

الحياة الناس والوطن من تغيرات ثم ترسم بعد ذلك فكيف وجدت مصر وأهلها قبل

معرضك « أحلام الماضى»؟